نشرت صحيفة "واشنطن تايمز" مقالا تحت عنوان " هل ينبغي على إسرائيل أن تجتاح غزة" ، يشير في مقدمته الى تصاعد الاحباط الإسرائيلي بشأن "العنف القادم من غزة، لتصبح فكرة الغزو البري أكثر جاذبية.

وقال الكاتب في الصحيفة دانيال بايبس، رئيس "منتدى الشرق الأوسط" وهو أحد واجهات اللوبي الإسرائيلي المتطرف، الداعي لتطهير الأراضي الفلسطينية عرقياً من الفلسطينيين، وصاحب فكرة أن عدد اللاجئين الفلسطينيين لا يتجاوز 30 ألف لاجئ، في مقاله، "آن الأوان لإقرار الفلسطينيين بهزيمتهم وإعلان استسلامهم، وان رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو أيد هذا النهج، وانه "من المحتمل ألا يكون هناك خيار سوى الإطاحة بنظام حماس".

وأشار الكاتب بايبس، الى أنه بينما يتعاطف مع هذا التوجه، إلا أنه يشعر بالقلق من إيلاء اهتمام كبير للتكتيكات وليس للأهداف، مشيرا إلى أن النتيجة يمكن أن تكون ضارة لحليفة الولايات المتحدة الأولى في الشرق الأوسط (اسرائيل). وينوه الكاتب إلى أن المواقف تجاه غزة في حالة تغير مستمر.

ويشير إلى أن إفرايم إنبار، الخبير الإستراتيجي الذي يرأس "معهد القدس للدراسات الأمنية"، دافع لسنوات عن إستراتيجية "قص العشب" باعتبارها "إستراتيجية إسرائيل لصراع مستعص طويل الأمد". ويلفت الكاتب إلى أن هذا النهج يشمل ضمنيا تقبل إسرائيل في معظم الأحيان العدوان القادم من غزة، مع ما يصاحب ذلك من أضرار في الممتلكات والأرواح.

وأضاف الكاتب بايبس "في الآونة الأخيرة، في أيار 2019، وصف إفرايم إنبار التهديد الفلسطيني لإسرائيل باعتباره مصدر قلق استراتيجي"، لكن الكاتب يلفت إلى أن إنبار أدرك مؤخراً التكاليف الباهظة لهذه السلبية، وأصبح يدعو الآن إلى "غزو بري" للإقليم.

ويوضح الكاتب أن "شن عملية برية قصيرة المدى ستحقق نتائج أفضل من الاستراتيجيات التي تبنتها إسرائيل حتى الآن، ومنها على سبيل المثال استراتيجية (قص العشب). وقال إنبار، إن "إسرائيل تحتاج إلى المناورة داخل أراضي العدو، وتحديد موقعه وتدميره أو تقليص نشاط أعضائه".

وتابع "من جانب آخر، تدعو إيليت شاكيد (زعيمة حزب اليمين الجديد) لعملية عسكرية واسعة النطاق في غزة"، وتقول شاكيد: "علينا اختيار الوقت الأنسب لإجلاء الإسرائيليين الذين يعيشون في بلدات على طول الحدود مع غزة، وذلك لمنحنا أقصى قدر من المرونة ... ينبغي علينا القضاء على الإرهاب من داخل غزة".

وختم الكاتب مقاله، أنه رغم كل تلك الآراء المتباينة، أن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تحتاج إلى رسم إستراتيجية سليمة وتقديم مشورة موثوقة للقيادة السياسية، ليكون النصر حليفا لها في معالجة مشكلة غزة المستعصية"