واشنطن: بقاء السلطة هو المهم.. وليس شخصاً واحداً
أشاد البيت الأبيض برئيس الوزراء المستقيل سلام فياض واصفاً إياه بالشريك القوي في المجتمع الدولي، لكنه شدد على ان المهم هو بقاء السلطة الفلسطينية وليس شخصاً واحداً.
وعندما سئل المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني عن تعليقه على استقالة فياض، أجاب "في البداية أود أن أقول اننا نعترف بالدور المهم الذي يلعبه كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء فياض، ونحن نقدر جهودهما فيما نعمل نحن وغيرنا على دعم قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة".
وأضاف كارني "فهمنا.. ان رئيس الوزراء فياض سيقوم بتصريف الأعمال أقله مؤقتاً، وأود ان أقول انه كان شريكاً قوياً في المجتمع الدولي وقائداً في تعزيز النمو الاقتصادي وبناء الدولة وتوفير أمن الشعب الفلسطيني، وننتظر من كل القادة الفلسطينيين دعم هذه الجهود".
لكنه تابع انه "فيما نقدر بشدة عمل رئيس الوزراء فياض، فمن المهم أن نتذكر ان السلطة الفلسطينية باقية، ومن المهم أن نتذكر ان الأمر يتعلق بتطلعات الشعب الفلسطيني وليس بشخص واحد".
وقال إن "هذه المسائل أكبر من شخص واحد ونحن ملتزمون بالمضي قدماً في جهود بناء المؤسسات بالضفة الغربية والعمل مع القادة الفلسطينيين والإسرائيليين في إعادة تنشيط الالتزام بالسلام".
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري اكد في تصريحات سابقة أن "هناك أكثر من شخص يمكن أن نتعامل معه"، فيما قال مسؤول في الخارجية أن واشنطن تتطلع للقيادة الفلسطينية "لدعم النمو الاقتصادي وبناء الدولة والأمن للفلسطينيين".
وقال كيري في تصريحات للصحافيين خلال زيارته طوكيو إن "الولايات المتحدة ستستمر بمبادرتها مهما كان" لتعزيز التنمية الاقتصادية في الضفة الغربية.
وأضاف في لهجة تعكس تخطي الإدارة الامريكية لمسألة استقـــــالة فياض أن "هناك أكثر من شخص يمـــكن للولايات المتحدة أن تعمل معه".
وأضاف: "هل كنـــت أفضل عدم مغادرته؟ نعم بالتأكيد لأنه كان يوفر استــــمرارية". ووصـــف فياض بأنه "صديــــــق جيد اظـــهر فارقاً كبيراً".
وأضاف كيري أن واشنطن "ستستمر بالعمل، ونأمل أن يجد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الشخص المناسب للعمل معه في المرحلة الانتقالية ولــــلعمل معنا لبناء الثقة".
وفي ذات الاطار، أكد مسؤول في الخارجية الأميركية لـ صحيفة "الحياة" اللندنية أن واشنطن "تتابع الوضع عن كثب، وتدرك أهمية الدور الذي يلعبه كل من الرئيس عباس ورئيس الوزراء (المستقيل) فياض وتقدر جهودهما في دعم بناء دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة".
وأشار المسؤول إلى أن فياض "كان شريكاً قوياً للمجتمع الدولي وقيادياً في تعزيز النمو الاقتصادي وتأسيس الدولة والأمن للشعب الفلسطيني... ونحن نتطلع لجميع القيادات الفلسطينية لدعم هذه الجهود".
ويعكس الكلام الأميركي حرصاً من إدارة أوباما على علاقة جيدة عموماً مع السلطة الفلسطينية، واستمرار التعاون في المرحلة المقبلة والمحورية لجهود كيري في الدفع بعملية السلام وتحسين الوضع في الضفة الغربية.
وفي ردود الفعل الدولية ايضا، اشادت فرنسا بانجازات رئيس الوزراء المستقيل د.سلام فياض واعربت عن الامل في ان يتوصل الفلسطينيون الى تجاوز "خلافاتهم الداخلية".
وقال فيليب لاليو؛ المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، في ندوة صحافية "نرغب في ان نشيد بمساهمة سلام فياض في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المقبلة".
واضاف "هذا هو العمل الذي تفخر فرنسا بالمساهمة فيه عبر تنظيمها في 2007 المؤتمر الدولي للبلدان المانحة للدولة الفلسطينية، الذي اتاح للمؤسسات المالية الدولية التأكد ان السلطة الفلسطينية قامت بخطوة حاسمة لاقامة دولة متطورة"، مضيفاً "نشيد ايضاً بانجازات سلام فياض على صعيد ادارة الاموال العامة".
واوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "فيما تتضاعف الجهود الدولية لاحياء عملية السلام، تأمل فرنسا في ان يجد الفلسطينيون الوسائل لتجاوز خلافاتهم الداخلية ويعطون الاولوية للبحث عن الاستقرار والوحدة".
واعتبر المتحدث ان "من الملح" اتخاذ تدابير لمصلحة التنمية الاقتصادية الفلسطينية "التي يمكن ان تساهم في اعادة الثقة بين الاطراف".