أكد وزير الأسرى عيسى قراقع أن نتائج تشريح جثمان الأسير الشهيد ميسرة أبو حمدية، ستعلن بعد أيام قليلة، بعد الانتهاء من إعداد التقرير النهائي الذي يوضح سبب استشهاده في سجون الاحتلال.
جاء ذلك خلال المؤتمر الوطني لمناسبة يوم الأسير الفلسطيني بتنظيم من مركز تأهيل ضحايا التعذيب في رام الله، اليوم الخميس، والذي ناقش الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها الأسرى في سجون الاحتلال، كذلك الوضع الصحي للأسرى خاصة المضربين عن الطعام، إضافة إلى التعذيب الذي يتعرضون له خاصة الأطفال.
وقال قراقع إن هناك توجها نحو توثيق الجرائم الإسرائيلية بحق الأسرى، لتكون دليلا في المحاكم الدولية على انتهاكات إسرائيل بحق أسرانا.
وأوضح أن التعذيب في سجون الاحتلال يأخذ طابع المنهجية وليس حالة فردية، كما أنه يأخذ الطابع القانوني عبر الأذونات والتصاريح التي تعطيها محكمة العدل العليا الإسرائيلية للشاباك بحيث يشكل حماية للمحققين الإسرائيليين من المساءلة والمحاسبة، حتى في حال استشهاد أحد الأسرى تحت تعذيبهم، بعد تعديل إسرائيل لقوانين العقوبات الجزائية.
ولفت إلى أن الآونة الأخيرة شهدت تركيز قوات الاحتلال على تعذيب الأطفال، حيث هناك 95% من الأسرى الأطفال تعرضوا لأنواع مختلفة من ممارسات التعذيب، تراوحت ما بين شبح والصعقات الكهربائية، إضافة إلى التحرش الجنسي.
وتطرق قراقع في كلمته إلى الخطر الذي يتعرض له الأسرى جراء وضعهم في غرف المتخابرين مع الاحتلال أو ما يعرف بـ'غرفة العصافير'، الذين يبتدعون أشكالا مختلفة من أنواع التعذيب، إضافة إلى التعذيب النفسي خاصة مع المضربين عن الطعام، كما يحدث مع الأسير سامر العيساوي.
ولفت إلى أن هناك محققين إسرائيليين اعترفوا عبر مذكراتهم بممارستهم التعذيب على الأسرى، داعيا إلى الإسراع بالانضمام للمنظمات الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم.
من ناحيته، تحدث رئيس مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب محمود سحويل، عن الإهمال الطبي وسوء الرعاية الصحية داخل سجون الاحتلال، حيث تنتهك إسرائيل بموجبه كافة القوانين الدولية التي تنص على ضرورة توفير العلاج والطبيب المختص للأسرى.
وأشار إلى تورط أطباء إسرائيليين في تعذيب المعتقلين، موضحا أن إدارة السجون تجبر الأسرى على تعبئة استمارة تشرح الحالة الصحية للأسير، ومعرفة مدى تحمله لأشكال التعذيب، كذلك منع إعطائهم العلاج المناسب.
وتحدثت رئيسة مؤسسة مانديلا بثينة دقماق، عن الوضع الصحي للأسرى خاصة المضربين عن الطعام، موضحة أن هناك نحو ألف حالة مرضية داخل السجون تتعرض لإهمال غير مسبوق، حيث يقتصر علاجهم على الأدوية المسكنة.
وأشارت إلى الوضع المعيشي الصعب الذي يعيشه الأسرى خاصة في سجن الرملة، في ظل انعدام التهوية والروائح الكريهة وضيق الغرف.
من ناحيته، اعتبر الأسير المحرر الشيخ خضر عدنان، معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها الأسرى في سجون الاحتلال، وسيلة من وسائل المقاومة التي ساهمت في لفت أنظار العالم لهذه القضية.