يتمسّك المرء بالأمل حتى يشعر بأن الموت اقترب، ثم يلتحق بمن يدركون الخلاص. الموت قريب جداً في سوريا، يساوي الصغار بالكبار في اختزال الرعب. دريد لحام في "سنعود بعد قليل" (السادسة بعد الظهر عبر LBCI ومنتصف الليل عبر MBC دراما) بمثابة التشبّث بالمكان حين تشاء الظروف للمرء ان يتشرّد.
توزّع أبناؤه الستة في بيروت، وكلٌ على طريقته يجعل اللجوء اسلوب حياة. نجدنا نختار الكلام عن شخصيات مسلسل كتبه رافي وهبي ووقعه المخرج الليث حجو لكونها واقع حال. والحال، كما تعلمون، فقر وقهر وسقوط وخيبة.
يحرّك العمل في اتجاه العقل، وثمة من يتحرّك في اتجاه الغرائز. دريد لحام في دور نجيب أبو سامي، شخصية تحتفظ بالفقد لنفسها. المخرج يتعامل مع الشخوص بطريقة روائية. ما نراه في "سنعود بعد قليل" ربّ أسرة يتفكك. يحلو وصف التفكك لكونه محض رفض. الوحدة في سوريا تشبه أغنية تُهدى لأرواح الأطفال.