الرئيسية / أخبار فلسطين
المسحراتي يدق طبول الوداع في حارات القدس بإنتظار رمضان المقبل
تاريخ النشر: 07/08/2013
المسحراتي يدق طبول الوداع في حارات القدس بإنتظار رمضان المقبل
المسحراتي يدق طبول الوداع في حارات القدس بإنتظار رمضان المقبل

 "ما أوحش الله منك يا رمضان.. طلع البدر علينا.. يا نايم اصحى وحد الدايم" عبارات لن يسمعها المقدسيون خلال الليالي القادمة، والتي كان يرددها المسحراتي في جولته قبل أذان الفجر ليوقظهم من أجل تناول السحور.

فقد بدأ المسحراتي بعد ليلة القدر بوداع الناس تمهيدا لتوديع شهر رمضان الفضيل، حيث يخصص المسحراتي عبارات خاصة بالأيام الأخيرة من رمضان غير العبارات والاناشيد التي تردد طوال ايام الشهر.

بزي فلسطيني تراثي (السروال والقمباز والحطة) وبأدوات التسحير العريقة (الفانوس المضيء بالكاز والطبول والعبارات الايمانية)، يطوف المسحراتي نضال حجازي حارات وازقة البلدة القديمة مع افراد فرقته، وهم 14 شاباً يشكلون فرقة أبناء القدس للدبكة والفنون الشعبية، بحيث يتناوبون على ذلك خلال أيام الشهر الفضيل.


وفي لقاء  لمراسلنا  مع مدير الفرقة المسحراتي نضال حجازي قال :"للعام الرابع نقوم بهذه الجولات المُمُيزة التي تُحيي التراث الفلسطيني وتذكر الجيل الجديد فيه".

وقال حجازي إن عمل الفرقة مجاني حيث يكفي دعاء الاهالي لهم بالخير، وهو كما يقول أفضل من كل شيء، كما أكد أن اعضاء الفرقة متفقون على احترام الشارع والزي والشهر الفضيل.


وأضاف :"قررنا الخروج لتسحير أهالي حارة السعدية بالقدس القديمة، نحمل الفوانيس الكازية والطبول ونردد عبارات أو اناشيد مثل "بسم الله بدينا وع النبي صلينا، طبلة ع طبلة، وبحكوا في الامثال وأنا مسحراتي في البلد جوال، يا نايم وحد الدايم يا نايم العمر مو دايم"، موضحا أنهم يغطون حارة السعدية بأكملها وهي (الشيخ لولوة، والشيخ ريحان، وعقبة الخالدية، وعقبة الرصاص، والقادسية، والملوية والصبرات) وتعتبر هذه الحارة من أكبر حواري البلدة القديمة، علما ان لكل حارة مسحريها الخاصين بها والمعروفين لدى الأهالي".

وأشار حجازي أن مفاجأة هذا العام كانت مشاركة الطفل محمد سميرة وعمره 10 سنوات، حيث كان قد حفظ لكافة الاناشيد والعبارات التي نرددها، 


وقال :"الملفت هذا العام انتظار اطفال الحارة وصولنا والخروج معنا بجولتنا، وهناك من قام ذويهم بشراء الملابس التراثية".

وأوضح حجازي ان هناك 3 فرق مسحراتية تغطي كافة انحاء البلدة القديمة لتسحير المواطنين، بحيث يخرجون قبل الاذان بساعتين على ان ينتهوا من جولتهم قبل الاذان الأول بعشر دقائق. 

وقال :"كانت الانارة قبل 4 سنوات ضعيفة ونحمل الفوانيس لنضيئ بها الطريق، لكن هذه الايام تجتهد الحارات لإضاءة الطرق في البلدة القديمة وصولا الى المسجد الاقصى، وشباب البلدة القديمة بشكل عام لا يخافون من الليل، فنحن ابنائها ونعرفها بالدقة".


أما عن فرقته وبدايتها في هذا العمل فقال حجازي :"بدأت بأغان لتسحير الناس، وكان في البداية خوف من عدم تقبل الفكرة، لكنها لقيت استحساناً كبيراً، وحتى اليوم نلقى الاهتمام والدعم من الاهالي الذين كانوا بانتظارنا والدعاء لنا، والمهم ان يبقى المسحراتي بالقدس لعدم طمس هذه العادات الاصيلة والتاريخ العربي الاسلامي". 

ورغم انه يقوم بإيقاظ الناس لتناول سحورهم الا ان السحور "ملغي" للمسحراتي لأنه يخرج مبكرا لتحضير الفوانيس والملابس، وقال :"خلال جولتنا كنا نفاجأ بأن الاهالي بانتظارنا بسحور لذيذ، فهذا يعطينا التمر واخر الشاي والثالث القطايف والجبنة والكعك واحيانا يحضرون لنا طاولة سحور كاملة، فيجتمع الكبار الذين كانوا ينتظروننا احيانا قبل الصغار".

وعن علاقة المسحراتيين بالأهالي قال حجازي :"عندما ندخل الحوش نطرق على الابواب وننادي باسم العائلة التي تقطن في الحوش".

ويقول حجازي :"بدأت عمل المسحراتي وكان عمري 10 سنوات، كنت اخرج من منزلي لبيت جدي واخاف العودة وهي مسافة 70 متراً فقط!".


وأكد أنه رغم وجود الساعات المنبهة والوسائل التكنولوجية الجديدة التي تمكن من الاستيقاظ وقت الآذان دون الحاجة لمسحراتي الا ذلك يبقى تراثا يجب الحفاظ عليه من الاندثار والطمس، وعلينا ان نعرّف الجيل الجديد بالمسحراتي وإلا فإنه سيصبح ذاكرة في حكايات الاجداد.

وقال المسحراتي نضال حجازي:" سنقدم الفوانيس للاطفال حارة السعدية الذين كانوا ينتظرونا ويتجولون معنا طوال ايام رمضان، لتبقى ذكرى ويستمر انتظارنا في رمضان القادم".

ومع وصول الشهر الكريم لنهايته يودع المسحراتي حجازي والفرقة رمضان وقد كسبوا محبة الأهالي لهم، وسيذكرون وجوه الأطفال وأهاليهم الفرحين بهذه العادة الحسنة المتوارثة عبر الأجيال.
 
أضف تعليق
تغيير الصورة
تعليقات الزوار
الأكثر تفاعلاً