الرئيسية / أخبار فلسطين
والدة الأسير حسام ...ثلاثة مواجع .. السرطان و المؤبد والثالثة بلا بطاقات
تاريخ النشر: 03/09/2013
والدة الأسير حسام ...ثلاثة مواجع .. السرطان و المؤبد والثالثة بلا بطاقات
والدة الأسير حسام ...ثلاثة مواجع .. السرطان و المؤبد والثالثة بلا بطاقات

 سلفيت__حاولت أن تتجاهل حزنها الذي يسكن داخلها متناسية أن تضاريس وجهها رسمتها ريشة الألم بين تجاعيده... لتحمل حكايات مؤلمة عاشتها وما زالت تعيشها بسبب المحتل الإسرائيلي، لتجد والدة الأسيرحسام الحلبي من سلفيت نفسها أسيرة تسكن بين جدران الحسرة والقهر والألم لا تستطيع تحرير نفسها الا برؤية حسام حرا طليقا خارج جدران السجن..

 

بأنفاسها الحارقة التي تسبق خطواتها إستقبلتنا وبلهفة بدأت والدة الأسير حسام تحدثنا عن معاناة أسرتها مع الإحتلال الاسرائيلي قائلة":الاحتلال سرق من أسرتي كل شيء جميل،

حول حياتنا الى معاناة وألم وحسرة ، ذقنا جميع أنواع العذاب من سجن وهدم  وعدم سماح لبعض أبنائي بالعيش في فلسطين ، توقفت عن الحديث وأنفلتت دموعها وتغيرت ملامح وجهها، أصبحت أكثر حزنا ، حاولت أن تمنع دموعها لتواصل حديثها لكنها لم تستطع، آخيرا هدأت من روعها وأخذت نفسا عميقا لتواصل حديثها قائلة": كان عمر حسام عند إعتقاله 23 عاما،وتم إعتقاله بتاريخ 26/11/2002 ، بطريقة همجية بشعة أدت الى إصابته ، فكان حسام يؤدي صلاة العشاء والتراويح في المسجد في شهر رمضان، وبعد الإنتهاء وعند وصوله في منطقة الساحة العامة وسط المدينه كان مجموعة من المستعربين تنتظره هناك ، فأطلقوا النار عليه وعلى من معه من أصدقاءه فأصابوه وقاموا بإعتقاله ، فوصلني الخبر أن حسام تم اغتياله من قبل الجيش وقاموا بأخذ جثته ولم أعرف مصيره  الا بعد شهر من الحادثة ، وأنا أعيش حالة لا يعلم بها الا الله لا اعرف مصيره، أريد معرفة ما الذي حدث معه هل هو ميت أو ما زال على قيد الحياة، صمتت لتخونها دموعها مرة اخرى ،

 

وبعد أن مسحت دموعها بلهفة عادت لمواصلة حديثها قائلة": تلقيت إتصالا، إنه صوت حسام، فصرخت أنت ما زلت على قيد الحياة ، أين أنت ، ليخبرني أنه في مستشفى اسرائيلي ف السجن وهو معتقل،وأغلق الهاتف ،وبعد ذلك تواصلنا مع وزارة الاسرى وكانت أول رؤية حسام بعد الحادثة شهرين عند حضور محاكمته، وكانت حالته يرثى لها، لم أصدق ما رأيته ،حسام كان يرتدي "بجامة مهترئة" وقدماه بدون حذاء ولون بشرته سوداء لعدم نظافتها، فسألته لماذا حالتك هكذا ، فكانت اجابته لم ننظف أجسادنا لم يسمحوا لنا،فكان صمتنا عنواننا ليأتي الحكم عليه بالمؤبد مدى الحياة و35 عام، وأصبح حسام يعاني ما بين علاجه وتنقله داخل السجون الاسرائيلية،نقلوه الى سجن ادوميم وبعدها الى سجن الرملة لمدة عام من اجل تكملة علاجه ،أجروا له عملية في قدمه وقاموا بزرع بلاتين فيها، ولغاية الان تؤلمه ، وبعدها تم نقله الى سجن شطة ومكث فيه عامان وبعدها تم نقله الى سجن جلبوع وما زال يمكث فيه لغاية الآن ،وتبقى لهفتي برؤيته حرا أحتضنه قبل الممات وافرح به .

 

إنخنقت عبراتها، ودفنت وجهها بين يديها،دقائق عادت بمواصلة حديثها معنا وبنبرة صوت حزين تقول ":لم تقف معاناتي عند حكم حسام المؤبد داخل السجون ،فعائلتي مشتته لدي ثمانية أبناء ثلاثة منهم يقيمون في الاردن لا يسمح لهم بالمجيء الى فلسطين لأنهم ليسوا مواطنين، لا يحملون الهوية الفلسطينية، أحد أبنائي في الاردن يصارع مع مرض السرطان وحسب التقارير الطبية أنه يقضي آخر أيامه لأن المرض أنهك جسده ، وله ولدان تتراوح أعمارهم ما بين 14-16عام ،  ولا يوجد من يرعاهم بعد وفاة والدهما لأن والدتهما توفيت منذ سنوات ، وأنا لا أنام الليل من التفكير بهما وبوالدهم الذي سيتركنا للأابد بعد أيام ، ولا أعرف ما أفعله لهم غير الدعاء بأن يجمعني معهم في بيتي في فلسطين وتربيتهم ، لذلك أناشد الرئيس محمود عباس مساعدتي في قدومهم الى فلسطين وإستقرارهم هنا رأفة بي وبهم "

 

ولم يقف الحال عند هذه المعاناة بالنسبة لوالدة الاسير حسام ، لتنتقل بنا الى حقبة أخرى تعيسة في حياتها ، تكمل حديثها بوجع مؤلم ": لم تقف معاناتي والتي سببها الإحتلال الإسرائيلي عند هذا الحد ، ففي عام 2004 قام الجيش الاسرائيلي بهدم منزلنا كانت مساحته 450 م تتكون من أربع شقق يسكنها أربع أسر، ولكن لم يتركوا لنا شيئا ليتم تعويضنا بشقتين مساحة الشقة الواحدة 90 م، مما ارهق ابنائي من الناحية المادية فقاموا ببناء شقتين على حسابهم الخاص فارهقوا بالديون والقروض التي عليهم ، وتم مخاطبة السلطة أكثر من مرة ولكن ما من سامع ،

 

تنهي والدة الاسير حديثها معنا قائلة": أتمنى أن أرى حسام قريبا في عملية الافراجات التي تتم، وأناشد المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس بأن يهتم بمشكلة أولاد إبني الذي يحتضر في الاردن بمساعدته في عودتهم الى وطنهم فلسطين "

 

أضف تعليق
تغيير الصورة
تعليقات الزوار