قامت جرافات وزارة الداخلية الإسرائيلية، معززة بقوات كبيرة جدا من الشرطة على هدم بيت المواطن فؤاد إسماعيل الجرجاوي، لتبقيه وزوجته وأولاده الثمانية يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
وقال شهود عيان في النقب إنّ أكثر من 100 شرطي وجرارات صغيرة وخيل وطائرة مروحية قدمت صباح اليوم إلى القرية، ثم قامت بمحاصرتها وأقدمت الجرافات على هدم البيت المبني من "البلوك" والمسقوف بـ"الاسكوريت"، ومساحته نحو 140 متر مربع، وثم غادرت المكان.
ووصف رئيس اللجنة المحلية لقرية وادي النعم، لباد أبو عفاش، ما رآه بالقول: "كأنهم حضروا لمحاربة أهل القرية، حيث قاموا بالانسحاب واحد تلو الآخر بعد اتمام عملية الحصار والهدم"
وفي حديث لمراسلنا في النقب أضاف أبو عفاش: "بالرغم من أن السلطات الإسرائيلية تقول إنها لا تهدم البيوت القديمة، إلا أنها هدمت بيت عمره أكثر من 16 عاما، ووصاحب المنزل لديه ثمانية أولاد سيعودون من المدرسة ليجدون أن بيتهم هدمته جرافات إسرائيل".
وأردف رئيس اللجنة المحلية قائلا: "هناك استياء كبير في القرية، خاصة بعد هدم منزل قديم فما بالك في البيوت الحديثة. نحن لم نرفض التفاوض مع السلطات الإسرائيلية حول مستقبل القرية، ولكنهم يعاملوننا بالقوة محاولة منهم على فرض الأمر الواقع".
قرية وادي النعم: 10 آلاف نسمة دون خدمات
يشار إلى أنه يعيش حوالي 10 آلاف نسمة في قرية وادي النعم، الواقعة على شارع رقم 40 جنوب غرب بلدة شقيب السلام في النقب، وثلاث مدارس، تفتقر هذه القرية إلى كافة الخدمات الأساسية التي يجب أن تقدمها كل دولة في العالم لسكانها ومواطنيها.
أما بالنسبة للكهرباء، فبالرغم من وجود محطة الطاقة المركزية لشركة "كهرباء إسرائيل" داخل القرية، حيث تم وضعها بين بيوت السكان، إلا أنهم لا يملكون حتى أن يحلموا بشبكة كهرباء قطرية، حيث يضطر السكان إلى امتلاك المولدات الكهربائية أو ايصال بيوتهم بالطاقة الكهربائية عن طريق الطاقة الشميسة، في محاولة منهم للبقاء على أرضهم بالرغم من المضايقات السلطوية المستمرة ضدهم. وكل ذلك، بدون الإشارة إلى الخطر على صحتهم من المحيط الكهرومغناطيسي، الذي أثبتت الأبحاث أنه يشكل خطرا على حياة السكان، ويمكن أن يصابوا بأمراض مستعصية