"الحرقة في قلبي منذ 12 عاما، والدموع لم تجف، في حيرة من أمري كيف سأعانق جثمان فلذة كبدي؟ فأخيراً سيكرم الشهيد ويطمئن قلبي لأنه سيدفن في بلده" بهذه الكلمات استقبلت ختام "أم اياد" والدة الشهيد القسامي أحمد حافظ عبد الجواد من مخيم عسكر في نابلس، نبأ السماح بتسليم جثمان نجلها الشهيد.

وقالت "أم إياد" لـ بانوراما  إن سلطات الاحتلال اتصلت صباح اليوم الخميس مع العائلة، وأبلغتها أنه من المقرر أن يسلم جثمان أبنها الشهيد أحمد بتاريخ 28-1-2014 عند الساعة الثامنة مساء على حاجز "الطيبة" في طولكرم بعد أن تم اجراء الفحوصات الوراثية اللازمة.

وكان الشهيد أحمد من مخيم "عسكر" للاجئين شرق مدينة نابلس، استشهد بعد تنفيذه لعملية داخل مستوطنة "آلون موريه" أوقعت أربعة قتلى وسبعة مصابين في صفوف المستوطنين، خلال اشتباك مسلح بتاريخ 28 آذار 2002، ومنذ ذلك الوقت تحتجز اسرائيل جثمانه في ما يسمى "بمقابر الأرقام".

وأضافت والدة الشهيد أنه في تاريخ 5-11-2013 طلب الجانب الاسرائيلي منها وزوجها وأبنها أن يتوجهوا الى معبر "الطيبة" لإجراء فحوصات وأخذ عينات من أجسادهم، لعمل فحص "DNA" من أجل التأكد من مطابقة العينات مع جثمان الشهيد أحمد القطان.

وأكدت "أم إياد" لـ بانوراما أن الاستعدادات والتحضيرات من قبل أشقاء الشهيد أحمد الخمسة وأبناء المخيم لاستقبال جثمانه تجري في مخيم "عسكر" على قدم وساق، لتشيع جثمانه الى مثواه الاخير.

تلقى الشهيد احمد عبد الجواد دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدراس مخيم عسكر وكان من الطلبة الناشطين في صفوف الكتلة الاسلامية، لينتقل بعد أن انهى الثانوية العامة لجامعة النجاح الوطنية للدراسة في كلية "هشام حجاوي"، الا انه استشهد قبل اكمال دراسته.

أما حافظ "أبو إياد" والد الشهيد أحمد فعبر خلال حديثه لـ بانوراما عن فرحته المجبولة بالحزن والشوق في آن واحد لتحرير جثمان أبنه، وقال: "الحمد الله الذي أكرمنا باستلام جثمانه، سندفنه وفق تعاليم الشريعة الإسلامية، فروحه ستحلق الى بارئها في موكب مهيب نعد له منذ الآن".

وأعلن مركز الدفاع عن الفرد "هموكيد" انه سيتم تسليم جثمان الشهيد احمد عبد الجواد من مخيم عسكر قضاء نابلس، الى ذويه بتاريخ 28 الجاري الساعة الثامنة مساء على حاجز الطيبة، (معبر 104) بعد ان تم اجراء الفحوصات الوراثية اللازمة.