تعيش المؤسسة الإعلامية الرسمية في السلطة الفلسطينية أسوأ أحوالها في هذه الفترة، مع بروز خلافات كبيرة بين قيادات وازنة من حركة فتح، ومسؤولو الإعلام الرسمي، يتوقع الكثير أن تطيح في نهايتها بالمشرف العام على الإعلام رياض الحسن، خاصة بعد فضحيتين من العيار الثقيل، الأولى تمثلت بالكشف عن راتب “خبيرة التجميل”، والثاني بخصوص لقطة الراقصة أثناء نبأ عاجل عن سقوط أحد الشهداء.
فبعد إخراج رياض الحسن المشرف على قطاع الإعلام الحكومي، من المسؤولية عن الإشراف على وكالة الأنباء “وفا” بعد احتجاجات كبيرة من ساسة، من أصحاب الوزن الثقيل سياسيا، تتجه الأنظار حاليا لإزاحته من منصبه، وتجريده من كامل الصلاحيات، بعد أن قدم للرئيس محمود عباس “أبو مازن” على أنه من أفضل خبراء الإعلام في السلطة.
أحد العاملين في قطاع التلفزيون الفلسطيني الرسمي أكد لـ “رأي اليوم” أن هناك خصوم سياسيون كثر ينخرون الآن أسفل كرسي الحسين لإقصائه، مستخدمين عدة أدوات بينها الاستعانة بمسؤولين داخل المؤسسات الإعلامية الحكومية لمعرفة أخطائه.
بداية الملفات التي حصلوا عليها هؤلاء وبينهم أعضاء في اللجنة المركزية لحركة فتح، ممن لا يكلون أي ود أو حب للحسن، يتحدثون في هذا الوقت عن قضية قديمة حديثه، تسمى “استيراد البرامج”، فتلفزيون فلسطين الرسمي يستعين بأحد الإعلاميين الفلسطينيين، مالك قناة فضائية أخرى لا علاقة لها بالاعلام الرسمي، لتقديم برنامج تلفزيوني على الشاشة الرسمية، مقابل أجر مالي كبير، يفوق انتاج عشرات البرامج مجتمعة.
وقد استعين سياسيا بمقدم البرنامج لشن هجوم في وقت سابق على عضو اللجنة المركزية البارز في حركة فتح عزام الأحمد حين كان ضيفا على هذا البرنامج، دون أن يعرف الرجل أنه قد دبر له فخا من قبل مشرف التلفزيون بالاتفاق وقتها مع رئيس الوزراء رامي الحمد الله، حسب ما يؤكد أحد مسؤولي التلفزيون لـ “رأي اليوم”.
ويقال في أروقة التلفزيون الرسمي أن البرنامج المستورد هذا أمن لمقدمه عدم اغلاق قناته الخاصة التي شارفت على الإفلاس، وهنا عرض أحد الصحفيين المميزين في التلفزيون الرسمي على الحسن في وقت سابق أن ينتج التلفزيون برنامج مماثل، يقوم هو بتقديمه بحجم انتاج لا يذكر مع البرنامج المستورد، وهو أمر قوبل بالرفض المطلق.
علاوة على ذلك برز ملف “خبيرة التجميل” التي استقدمها الحسن لأعمال تجميل المذيعين والمذيعات قبل الظهور على الشاشة، إذ أن التطرق لهذا الملف عبر تحقيق استقصائي من نشرته على صفحة كاملة من قبل جريدة “الحياة الجديد”، أحد مؤسسات الإعلام الرسمي الفلسطيني التي تخضع لإشراف رياض الحسن، يشير إلى أن هناك جهات فاعلة في السلطة كان لها دور كبير في نشره، فالتحقيق رغم أنه حاول تبرير التعاقد مع الخبيرة، ونشر لها شهادة حول الأمر، وأوراق تؤكد عدم مخالفة العقد معها مع شروط وزارة المالية، إلا أنه في قناة أخرى فتح الأعين على وجود فساد مالي كبير، حيث أوضح أن راتب هذه الخبيرة في فن التجميل يتعدى الـ 13900 دولار شهريا، وهو مبلغ كبير يفوق راتب عدة وزراء ووكلائهم ومدراء عامون.
وما يشير أكثر لوجود أيادي تحاول إزاحة الحسن، خاصة وأن التحقيق فضح شيئا مما يحدث في إعلام السلطة الرسمي، أزالته الصحيفة عن صفحتها الالكترونية، وكشف معد التحقيق الذي لم يكشف للعوام عن مراسلات باتت في أيدي العديد من الجهات قبل نشرها على صحيفة “الحياة الجديدة ” الحكومية الرسمية تظهر كيفية التعاقد والراتب الشهري للخبيرة التجميلية.
وأضيف لكل ذلك هو رفع تقرير عاجل للرئيس، من عدة جهات من قيادة حركة فتح والسلطة الفلسطينية وعدد من المساعدين، تشير إلى الفعل الغريب الذي حدث على شاشة التلفزيون الرسمي، بعرض الخبر العاجل عن سقوط شهيد، أثناء لقطة لأحد الراقصات ضمن مسلسل تلفزيوني.
التقارير التي رفعت للرئيس استنكرت الحادثة، حتى أن أحد أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح طالب بأن يتم إقصاء أكبر رأس في مؤسسة الإعلام الرسمي، قاصدا الحسن، من أجل تصحيح الخطأ بشكل فوري، خاصة في ظل ما تشهده المناطق الفلسطينية من أحداث.
وهنا علمت “رأي اليوم” أن الكثير من موظفي التلفزيون المعارضين بسياسات رياض الحسن في الفترة الماضية، وطريقة إدارته همشوا عمدا حتى أن بعضهم بات بلا منصب حقيقي وأصبح تواجده في التلفزيون شكلي فقط.