لم يدر بخلد المواطن عمر السليماني يوما ما، أن يكون رقم الهاتف الذي تقدم بطلب الحصول عليه من قبل إحدى الشركات المشغّلة للاتصالات في المملكة قبل عامين، هو لوزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة، الذي تنازل عنه في الفترة ذاتها.
المواطن السليماني الذي يعمل عسكريا برتبة رقيب أول في أحد قطاعات القوات المسلحة في منطقة تبوك، مكّنته الأقدار أن يحمل لقب وزير ولكن بدون وزارة، وهذا ما يعيشه يوميا حينما ترد إليه اتصالات يبادره المتصل فيها بعد إلقاء التحية بمقولة: ''معالي الوزير''.
السليماني لم يخف خلال حديثه لـ ''الاقتصادية'' اعتزازه بهذا الرقم، ولا سيما أنه كان سابقا مع شخص بحجم ومكانة الدكتور عبد الله الربيعة، وهذا ما جعله يبقي عليه ولم يغيره، نظرا لكثرة الاتصالات التي ترد إليه صباح مساء، علاوة على الرسائل التي تصله، التي غالبا ما تتضمن شكاوى واستفسارات، كما أن بعضها -بحسب السليماني- بها نوع من الإساءة والتذمر.
''الاقتصادية'' كانت من بين وسائل الإعلام التي بادرت هذه الأيام بالاتصال على الرقم على اعتبار أنه رقم الوزير، ولا سيما أنه هو الرقم المتداول بين مختلف الإعلاميين، وذلك بهدف الحصول على إجابة حول الاستفسارات المتعلقة بقضية الطفلة رهام التي نقل لها دم ملوث بـ ''الإيدز''، التي كانت حديث الشارع هذه الفترة.
اتصالات كثيرة من أمراء ومسؤولين على مختلف الأصعدة، وكذلك مواطنون من مختلف الجنسين، ترد لهاتف السليماني شبه يومي، منها ما يتعلق مضمونها بعمل الوزارة أو شراكاتها مع القطاعات الأخرى، ومنها شكاوى تمثل السواد الأعظم في نسبة أعداد الاتصالات الواردة إلى هاتفه المحمول.
هنا قال السليماني: إن هاتفه المحمول لم يهدأ منذ اقتنائه هذا الرقم، ولا سيما هذه الأيام، التي تبحث فيها وسائل الإعلام، عن إجابات حول قضية الطفلة رهام التي نقل لها دم ملوث بمرض نقص المناعة المكتسبة ''الإيدز''.
وأضاف، لا أحرص دائما على الرد على الاتصالات إلا في حالة تكرار الاتصال برقم هاتفي أكثر من مرة، وذلك نتيجة كثرة الاتصالات التي ترد إلى هاتفي صباح مساء، ففي هذه الحالة أرد توضيحا للمتصل، وأحيانا أرد برسالة نصية كالتي وردتني أوضح فيها هويتي.
وروى السليماني الذي شارك كأحد أفراد القوات المسلحة في أحداث الخوبة، قصته مع سيدة مسنة طلبت منه رقم وزير الصحة، وكان يبلغها أنه لا يعرفه، وهو ما دفع بالسيدة لتنهال عليه بالاتصالات بشكل مستمر ظنا منها أنه لا يرغب في تزويدها برقم الوزير، وذلك من أجل عرض مشكلتها على وزير الصحة، فيما لم يخف السليماني، ورود بعض الرسائل التي تحمل في مضمونها أدعية على وزير الصحة.
وتصدرت أخبار ''الصحة'' صفحات الجرائد وشاشات التلفزة والإذاعات هذه الأيام، وذلك على خلفية قضية طفلة جازان التي لا تزال ترقد في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، نتيجة إهمال وتقصير اعترفت به الوزارة المعنية.