لحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف إعلاميًا بـ"داعش" ستدفع جهاديي التنظيم المتشدد لشنّ مزيد من الهجمات الإرهابية ضد الغرب.
جاء هذا على لسان هاري سارفو المسلح المنشق عن "داعش" والذي نشأ وتربى في المملكة المتحدة في حوار حصري مع صحيفة "إندبندنت" البريطانية والذي تحدث فيه عن انضمامه إلى التنظيم الإرهابي في سوريا وظهوره في أحد مقاطع الفيديو الدعائية خلال تنفيذ حكم بالإعدام بحق إحدى الضحايا وذلك قبل أن يصاب بخيبة أمل مع اتساع نطاق الوحشية التي رأها واتخاذه القرار بالهروب "داعش."
و قال سارفو إنَّ الهجمات التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تشجع أنصار التنظيم على ارتكاب أعمال وحشية في أماكن عدة، من بينها أوروبا بالطبع.
وأوضح سارفو:" حملة القصف تمنحهم مجندين جدد وأيضًا رجال وأطفال ممن يرغبون في الانتقام لأسرهم الذين لقوا حتفهم في القصف." وتابع: "أمام كل قنبلة، سيكون ثمة شخص يجلب الإرهاب إلى الغرب."
وأضاف:" يعلمون جيدا أن الغرب يخشى من نشر قوات برية، وحتى إذا ما حدث هذا يوما ما، فلديهم وفرة من الرجال الذين ينتظرون قدوم القوات الغربية، فحلم الشهادة والوعد بالجنة هو كل ما يصبون إليه."
وُلد سارفو في ألمانيا قبل أن يرحل إلى لندن وهو في سن المراهقة، حيث درس بالجامعة واعتنق الإسلام في وقت لاحق ليعود ثانية إلى ألمانيا محملا بالأفكار الراديكالية وينضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية في أبريل من العام 2015.
وبعد ذلك بـ ثلاثة أشهر ألقت السلطات الألمانية القبض على سارفو لدى عودته إلى أوروبا ووجهت له تهما عدة، من بينها انتماؤه لتنظيم إرهابي وانتهاك قوانين حمل الأسلحة الألمانية.
وقال الادعاء الألماني إنّ سارفو الذي يدعونه بـ"هاري إس" اعترف بأنّه قد تم تجهيزه للقتال في وحدة خاصة في "داعش" وأنّه قد تلقى تدريبًا قتاليًا حول كيفية استخدام الأسلحة الآلية.
وقال سارفو الذي كان يتحدث عبر البريد الإلكتروني من خلال المحامي الموكل بالدفاع عنه إن التداعيات الدموية للتفسير المتشدد للشريعة الإسلامية من جانب تنظيم الدولة هي ما حدا به إلى الانقلاب على فكر الجماعة المتطرفة واتخاذ قرار الرحيل.
وأفاد:" كنت أتدرب داخل قوة خاصة في تنظيم الدولة في سوريا وحول مدينة الرقة، حيث تظهر النساء مغطاة بالكامل والمجاهدون مدججون بالأسلحة مثل الكلاشينكوف، ورشاشات إم-14 و إم-16."
واستطرد بقوله:" المحلات تُوصد أبوابها وقت الصلاة وتفتح بعد الانتهاء منها. وهناك نقاط تفتيش في كل مكان ويُسمع دوي القصف على نحو شبه يومي."
وذكر سارفو:" شاهدت بعيني الرجم وقطع الرأس وقطع الأيدي وأشياء أخرى عديدة. ورأيت جنودا في سن الطفولة، 13 عاما، يرتدون أحزمة ناسفة وكلاشينكوف. بل ويقود بعض الأولاد السيارات ويشتركون في تنفيذ أحكام الإعدام."
وقال:" أسوأ ذكرياتي على الإطلاق كان إعدام 6 أشخاص رميا بالرصاص في الرأس بالكلاشينكوف. وقطع يد شخص وإجباره على حملها باليد الأخرى."
وأكد المنشق البريطاني: " تنظيم الدولة الإسلامية لا يمت للإسلام بصلة، إنه غير إنساني،" مشيرا إلى أن أخًا قتل شقيقه بعد أن اشتبه في كونه جاسوسا وذلك بعد أن أمره قادة التنظيم بقتله، والأصدقاء أيضا يقتلون أصدقاءهم.
وتوعد تنظيم داعش الدول الغرب بشن هجمات مماثلة لهجمات بروكسل الدامية، والتي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها.
جاء هذا في إصدار فيديو جديد للتنظيم حمل عنوان "جزاء وفاقا"، بثه التنظيم الشهر الماضي عبر موقعه الرسمي في ولاية نينوى بالعراق، توعد فيه الدول الغربية بشن هجمات مماثلة ما لم تسحب الدول الغربية قواتها المشاركة في الحملة عليه.